الاثنين، 19 سبتمبر 2011

موسى النبي كليم الله

موسى النبي
كليم الله



اسم مصري معناه "ولد" ومعناه بالعبري "منتشل" وهو قائد الأمة العبرانية وهاك جدول نسبه. والاسم بالإنجليزية هو Moses، وبالعبرية מֹשֶׁה‎.

تنقسم حياته إلى ثلاثة أقسام كل منها أربعون سنة (1 ع 7: 23 و 30 و 36):

(1) ولد موسى في الوقت الذي فيه كان فرعون قد شدَّد بقتل صبيان العبرانيين. وكان اصغر أولاد أبيه وثالث ثلاثة، مريم البكر وهارون الثاني. فأخفاه والده ثلاثة أشهر ولما لم يكن إخفاؤه بعد وضعته أمه في سفط مطلي بالحمر والزفت بين الحلفاء على حافة النهر ثم وقفت مريم اخته من بعيد تنظر ما عسى ان يكون. فلما نزلت ابنه فرعون لتغتسل في النهر ورأت الولد في السفط رق له قلبها (قيل أنها كانت امرأة عاقراً) فقالت: "هذا من أولاد العبرانيين" ثم قالت مريم: "هل اذهب وأدعو لكِ امرأة مرضعة من العبرانيات لترضع لك الولد?" فقالت لها ابنة فرعون "اذهبي". فذهبت الفتاة ودعت ام الولد فصارت مرضعة باجرة. وربته ابنة فرعون على يد معلمين مهرة في جميع فنون مصر التعليمية والدينية. لا نعلم شيئاً عن تفاصيل حياته في هذه المدة كما لا نعلم الا الشيء القليل عن حياة المسيح قبل الثلاثين سنة من عمره.

(2) عندما بلغ 40 سنة من العمر كان قد حصَّل جانباً من المعرفة وأتقن كل أسرار الكهنوت وعرف الناس والكهنة بابن ابنة فرعون ولو عاش في ذلك المنصب لبلغ اعلى رتبة بين القوم. غير ان الله كان قد قسم له نصيباً أعظم من ذلك اذ قصد ان يكون قائد شعبه ومؤسس النظام الديني الذي يسمى الآن باسمه.واستعداداً لهذه الغاية كان يقتضي له مدة التأمل بعيداً عن الناس فدبرت العناية الإلهية ان يذهب إلى البرية كما يظهر من البيان المذكور آنفاً. وحدث ذات يوم انه رأى رجلاً مصرياً يضرب عبرانياً فقتل المصري وطمره في الرمل وانقذ اخاه. ولما انتشر الخبر التزم موسى ان يهرب فترك جميع رفاهة البلاط الملكي وسكن البرية في خيام يثرون واخذ ابنته صفورة زوجة له. ونحو تمام الأربعين سنة رأى ناراً في وسط عليقة (خر 3: 2-4). والعليقة لا تحترق فلما دنا لينظر نودي من وسطها وامر ان يذهب إلى مصر ليكون قائداً لشعبه ويخرجهم من هناك. غير ان موسى لما كان قبل ذلك بأربعين سنة قد تقدم إلى هذه الوظيفة قبل الأوان المعين في قصد الله فاخفق مسعاه استعفى منها الآن فلم يعف انما وعده الله بان يشدّ ازره بأخيه هارون مساعداً له وعرفه اسمه اهيه (وهو صيغة المتكلم من يهوه) (خر 3: 14) ووعده بان يؤيده بالعجائب والآيات (خر 3: 18 و 4: 17). فمن ثم يذهب موسى إلى مصر مع امرأته وابنيه وحدث في الطريق في المنزل ان الرب التقاه وطلب ان يقتله فاخذت صفورة صوانة وقطعت عزلة ابنها ومست رجليه قائلة: "انك عريس دم لي، فانفك عنه (خر 4: 24 و 25). وحسب الظاهر ان الرب طلب قتل موسى لانه لم يختن ابنه وعرفت صفورة ذلك فأسرعت وختنته بصوانة. ويظهر من هذه القصة ان سنة الختان التي أعطيت لإبراهيم (تك 17: 11) كانت مطلوبة من كل نسله (تك 21: 4 و 34: 15 و 22).


(3) لما وصل موسى الى جاسان ابتدأ هو وهارون في إتمام ما أرسلهما الله لأجله إلا ان ذلك لم يجدِ نفعاً بادئ ذي بدء بل زاد شقاوة حال العبرانيين إلى ان تمت الضربات العشر (خر ص 7-12). وبعد الضربة العاشرة طردهم المصريون (اطلب "ضربات" "خروج") فخرجوا لكن عوضاً عن ان يصرفوا ثلاثة ايام في لبرية (خر 5: 3) صرفوا فيها 40 سنة. وفي تلك الأيام قادهم موسى. وكانت تصرفاته غالباً مرضية لله الا انه اخطأ اذ ضرب الصخرة مرتين بعصاة عوضاً عن ان يكلماها هو وهارون كما امر الرب فحرمهما الله من الدخول إلى ارض الموعد (عد 20: 8-13). ومن صفات موسى الحميدة حلمه (عد 12:3). وكذلك خلوه من طلب المجد العالمي وشجاعته وإيمانه وأمانته ومحبته امته بحيث انه طلب من الله ان يمحو اسمه من سفره ولا يهلك شعبه (خر 32: 32). وقد أعطى الله الناموس لموسى رأساً ثم منحه قوة على أدراك معناه واثبات فوائده بحيث صارت مبادئ ذلك الناموس قاعدة الكثير من الشرائع. ومن فضل موسى دقة تاريخه فانه افادنا عن كيفية خلق السماوات والارض وعن تاريخ القرون الاولى. واليه ينسب المزمور 90 وهو موافق حوادث رحلاته في البرية وعناية الله به وبشعبه. وقيل في التلمود انه الف سفر ايوب ايضاً. وبعض الاشعار الوارد في الاسفار الخمسة تنسب صريحاً إلى موسى: (أ) الترنيمة التي رنمها موسى وبنو إسرائيل יִשְׂרָאֵל‎, بعد عبورهم البحر الاحمر (خر 15: 1-19). (ب) قطعة من قصيدة ضد عماليق (خر 17: 16). (ت) كلام شعري يدل على حاسياته عند انحداره من الجبل مصحوباً بلوحي العهد وقد سمع اصوات الشعب الراقصين حول العجل (خر 32: 18). (ث) ترنيمة موسى التي الَّفها شرقي الاردن (تث 32: 1-43). (ج) بركة موسى النبوية للأسباط (تث ص 33) وتنقسم مدة قيادة موسى الشعب إلى ثلاثة اقسام (أ) الارتحال إلى جبل سيناء (ب) الارتحال من سيناء إلى قاديش (ت) افتتاح الممالك شرقي الاردن. . ومن العجائب الشهيرة التي جرت على يديه ارواء الشعب بالماء في مارة (خر 15: 25) وعند حوريب (خر 17:6 7) وقاديش (عد 20: 1 و 8-13). ولما عطشوا في البرية اذ داروا بأرض ادوم (عد 21: 4) لقساوة شعب ادوم الذي منعهم من المرور بأرضه ولما عطشوا ايضاً حينما عبروا تخم موآب قال الرب لموسى اجمع الشعب فأعطيهم ماء الخ (عد 21: 16-18). وفي مدة ارتحالهم كلها كان الرب يلهم موسى بكل ما يلزم وعندما اقتربوا من تخوم الاموريين تولى موسى قيادة الجيش بنفسه وهو الذي أرسل الجواسيس ليتجسسوا الأرض ونهى العبرانيين عن القتال عند حرمه. وقد انتصر على سيحون ملك الاموريين وعوج ملك باشان. ولا بد انه جال في كل جلعاد وباشان ورأى لبنان وحرمون.

وكان موسى نبياً عاين شبه الرب (عد 12:8) وبقي اربعين يوماً مع الله في السحاب على سيناء اذ شرفه الله بذلك مرتين (خر 24: 17 و 34: 28). ويعرف عند الكثيرين بانه كليم الله. وقبل وفاته راجع مع الشعب سنن الناموس ولخص لهم تاريخ رحلاتهم ومعاملة الله له في البرية وانذرهم من الارتداد وأوصاهم بما يجب عمله ثم بارك الأسباط ودون كل ذلك في سفر تثنية الاشتراع. ثم اعد نفسه للموت ومع انه بلغ المئة والعشرين سنة من العمر لم تكل عيناه ولا ذهبت نضارته (تث 34: 7). ويوم وفاته صعد إلى رأس الفسجة "فاراه الرب جميع الارض من جلعاد إلى دان وجميع نفتالي وارض افرايحم ومنسى وجميع ارض يهوذا إلى البحر الغربي والجنوب والدائرة بقعة اريحا مدينة النخل إلى صوغر" (تث 34: 1-3) ثم مات ودفنه الرب "في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور. ولم يعرف انسان قبره إلى هذا اليوم" (تث 34: 6) ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه (تث 34: 10).

وظهر موسى مع ايليا على جبل التجلي فتكلما مع المسيح "عن خروجه الذي كان عتيداً ان يكلمه في أورشليم" (لو 9: 31).

وكان موسى رمزاً للمسيح فانه ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون لأنه لم يكن يملكه ذلك مع حفظ ديانته. كما ابى المسيح ان يقبل ممالك العالم لانه لم يمكنه قبولها بدون الإذعان لمطالب الشيطان. وكان موسى محرراً لشعبه كما ان المسيح يحرر تابعيه من عبودية الخطيئة. وانشأ موسى ناموس الوصايا الجسدية اما يسوع فقد وهب ناموس الحياة الروحية. وكان موسى نبياً اما يسوع فنبي اعظم منه. وكان موسى وسيطاً بين الله وشعب بني إسرائيل وهكذا المسيح هو وسيط بين الله والناس. والذين يغلبون على الوحش وصورته يرتلون ترنيمة موسى والحمل (رؤ 15: 3).

وقد اختلف العلماء والمؤرخين في تحقيق زمن موسى فقد ظن بعضهم انه كان معاصراً للملك تحتمس الثالث (1490-1436 ق.م) وان الخروج حدث في أيام آمون-حوتب الثاني (1436-1411 ق. م) وقد ظن آخرون انه حدث في أيام رعمسيس الثاني (1290-1223 ق.م) كما ظن غيرهم انه حدث في ايام منفتاح (1223-1211).

ومهما يكن من امر زمن موسى وتاريخ الخروج إلا أن الحوادث التي تمت في حياته، واسمه وتربيته وهروبه إلى سيناء ومعاملاته مع فرعون وكل هذه تتفق مع ما نعلم من عادات الأسرتين الثامنة عشر والتاسعة عشر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More